الظهير البربري
لمقال مقطوع من شجرة، ما كايدي ليه تا شي مقال أخر، زيد ليان ديالو ف مقالات خرين. |
الظهير البربري هو ظهير دارتو الحماية الفرنسية ف المغرب نهار 16 ماي 1930. هاد الظهير كان الهدف منو هو تنظيم الخدمة ديال العدالة ف القبائل اللي كيتبعو العادات الأمازيغية و مافيهمش "محاكم شرعية" كتطبق الشريعة الإسلامية. هاد الظهير بدّل النظام القضائي ف المناطق ديال المغرب اللي كتغلب فيها اللغة الأمازيغية، حيث ولى كيتطبق فيها القانون العُرفي بلاصت الشريعة الإسلامية. بينما ف باقي مناطق المغرب، بقات الأمور كيما كانت قبل ما تدخل فرانسا للمغرب، و بقاو كيتبعو النظام القضائي الإسلامي.[1] السلطان محمد الخامس وقّع على الظهير، و كان عندو غير 20 عام ف داك الوقت.[2]
النظام القضائي الجديد اللي جابوه لقبائل الأمازيغية كان غادي يكون، على الظاهر، مبني على القوانين العرفية الأمازيغية المحلية اللي توارثوها و تطوّرات عبر قرون، حتى من قبل الفتح الإسلامي د لمغرب لكبير، و ماشي على الشريعة الإسلامية.[2] و على حساب ما قالو النشطاء القوميين العرب، السلطات الإستعمارية لفرانساوية كانت باغية تسهّل السيطرة ديالها على الأراضي ديال القبائل الأمازيغية، و داك الظهير كان وسيلة باش توفر تغطية قانونية لهذشي.[2] و كرّس التقسيم اللي كاين ف التاريخ الشعبي المغربي: ما بين بلاد المخزن، اللي كانت تحت السيطرة المباشرة ديال السلطان و المخزن (بالخصوص المدون بحال فاس و رباط)، و بلاد السيبة، اللي كانت مناطق معزولة تاريخيًا و جغرافيًا، و ما كانتش خاضعة للمخزن (اللي كان مكوّن من قياد و كبار العائلات لي عندها النفوذ). ف هاد المناطق ديال بلاد السيبة، كانت كاتتكلم فيها الأمازيغية، و ما كانتش الثقافة العربية ولا الأعراف ديالها منتاشرة، ولا حتى الشريعة الإسلامية.[3] ولايني هاد التشريع جا كيصنّف بشكل صريح بلاد المخزن بلي راها "عربية" و بلاد السيبة بلي راها "أمازيغية".[2]
الظهير البربري كان هو الشرارة اللي خدات منها الحركة الوطنية المغربية التوجه العروبي و الإسلامي. خرجو مظاهرات ف مدون بحال سلا، الرباط، فاس و طنجة، و عتابرو بزاف ديال الشخصيات الدولية بحال شكيب أرسلان هاد الظهير دليل على محاولة لـ"سلخ المغرب من الإسلام".[2]
الصيغة اللولة ديال الظهير البربري خرجات تحت تأثير مجموعة ديال المتخصصين ف شؤون الأمازيغ ف الأطلس الكبير و لمتوسط، بحال موريس لو ڭلي (مراقب مدني و مؤلف ديال كتوبا بحال حكايات من السهل و الجبال، دروب الحرب والحب، موت الروگي... إلخ)، و معاهم نواة ديال الأساتذة اللي كانو معادين للفكر العروبي و للإسلام المتشدد، و بالتنسيق مع أسقف الرباط.
الهدف من هاد الظهير كان هو الإعتراف بما تسمى ب "العدالة الأمازيغية"، و الإستقلال ديالها على ما كانو كيشوفوه كقانون عربي، حضري، و ستبدادي إسلامي. القبائل الأمازيغية كانت عندها قوانينها الخاصة، و كانت خدامة بها و مستاقلة ف تنظيم شؤونها لقرون. و كانو كيختارو رؤسا القبائل ديالهم ف جتماعات سنوية، و ما كانوش كيقبلو ب عقوبات بحال قطع اليد، الرجم، أولا الإعدام، اللي كيرافقو الفقه الإسلامي المتشدد. الظهير جا باش يعتارف بهاد الإستقلال اللي كانو عليه القبائل الأمازيغية، و كيشرعن السياسة اللي كانت فرانسا كتنهجها ف المغرب تحت سلطة المقيم العام هوبير ليوطي، اللي كان سبق ليه وقّع على ظهير آخر نهار 11 شتنبر 1914.[4]
الخاصية الأساسية ف هاد السياسة كانت هي الحفاظ على الإستقلال التقليدي ديال الأمازيغ، خصوصًا ف المجال القانوني، من خلال فصلهم على الشريعة الإسلامية أولا ما كيتسمى بـ"الشرع"، و لمحافظة على القانون العُرفي ديالهم اللي معروف ب سمية "أزرف".[4] المقيم العام خلا السلطان محمد بن يوسف يوقّع على الظهير، اللي هو نص تشريعي، و هاد التوقيع عطاه القوة القانونية. النتيجة كانت بلي بعض القبائل الأمازيغية تفصلات على الشريعة الإسلامية، و ولات بزاف ديال المحاكم الأمازيغية تابعة للإختصاص القضائي لفرانساوي.
الظهير ديال 16 ماي 1930 دار نفس الدور تقريبًا اللي دارو الظهير ديال 11 شتنبر 1914. ولايني هاد الظهير الجديد جا ب بعض التوضيحات اللي لقات مقاومة من عند الناس. و من بين هاد التوضيحات، الفصل السادس اللي كان كينص بشكل واضح بلي المحاكمات الجنائية غادي تكون تحت سلطة المحاكم لفرانساوية.
قبل ما وصل الظهير للسلطان، تترجم النص اللي صاغتو فرانسا للعربية. المترجم كان عبد اللطيف الصبيحي، اللي نبَه الوطنيين ف مدينة سلا، و شافو ف هاد الوثيقة محاولة لـ"تفريق الشعب المغربي"، خصوصًا بسباب الفصل السادس ديالها.
نهار الجمعة 20 يونيو 1930، فـ الجامع الكبير ديال سلا، الإمام علي الحاج عواد صلى ب الناس و قرا دعاء "يا لطيف". و كيما كتب روبير ريزيط ف كتابو "الأحزاب السياسية ف المغرب"، الحملة ضد الظهير البربري بدات مع تلاوة دعاء "يا لطيف" ف جوامع سلا.
"يا لطيف" كان دعاء بسيط كيتقال ف الوقات الصعيبة و المصايب. و ف صلاة الجمعة، اللي هي أكبر صلاة ف السيمانة، دمج الإمام هاد الدعاء ف لخطبة ديالو.
فـ 4 يوليوز، تْقْرا الدعاء ب قيادة محمد اليزيد، و من بعد فـ 5 يوليوز، تقْرا ف جامع القرويين ف فاس من عند العلام الشعبي قُرشي. ومن ثم بدا كينتاشر ف مدون مغربية أخرى.
نص دعاء "يا لطيف" كان كيتضمن:
"من أجل إخواننا الأمازيغ الذين حُرموا من الشريعة الإسلامية، واللي ما بقاوش قادرين يعيشو تحت القانون والعادات ديال أجدادهم."[تدريج][5]
الهدف من رد فعل الحركة الوطنية على الظهير البربري كان هو تأجيج الغضب الشعبي ضد الإستعمار لفرانساوي. ف الحقيقة، الأمازيغ كانو تقليديًا شبه مستقلين، و كيتبعو قوانينهم و أعرافهم الخاصة.
ولايني الحركة الوطنية شافت ف هاد الظهير محاولة من فرانسا ل تنصير الأمازيغ و فصلهم على الإسلام، و هادشي كان مرفوض تمامًا ف بلاد غالبيتها مسلمة بحال المغرب.

المقيم العام كان خاصو يوقّف بزّربة المقاومة ضد الظهير. ضغط على السلطان محمد الخامس، اللي صدر بيان نهار 11 غشت 1930. هاد التاريخ تزامن مع الإحتفالات ب عيد المولد النبوي، و كان البيان ديال السلطان مقري ف كل الجوامع ديال المغرب.
السلطان ستنكر بشكل واضح أساليب الحركة الوطنية، خصوصًا ستغلالهم للجوامع كمنصة للدعاية السياسية. و كيردد تأكيدو على لتزامو ب القبائل الأمازيغية، و باش يواجه حملة "يا لطيف"، عرض عليهم قاضي إسلامي لأي قبيلة بغات تتبع الشريعة الإسلامية.[6]
البيان ديال السلطان ما كانش كافي باش يوقف الإحتجاجات، و ف عام 28 غشت 1930، تجمعو حوالي 100 ناشط وطني ف دار أحمد بن الحاج محمد لحرش ف مدينة سلا، فين كتب المفتي بوبكر زنيبر "العريضة ضد الظهير البربري"، اللي غادي يبعتو للوزير الأكبر محمد المقري عبر وفد من سلا.
الناشطين المغاربة تعبّاو باش ينشرو الوعي و يبلغو الصحافة الدولية و العربية، و حتى شكيب أرسلان دار زيارة قصيرة للمغرب باش ينقل الأخبار و يعلم الوطنيين حول الوضع.
فـ1934، صدر ظهير جديد سميتو "الظهير اللي كينظم سير العدالة ف قبائل العادات الأمازيغية".[7] هاد القرار الوزاري اللي طلع فـ8 أبريل 1934 رجّع المحاكم الجنائية ديال الأمازيغ تحت السيطرة ديالهم، و بهادشي فكّك بشكل فعّال الفصل السادس من الظهير البربري.
المظاهرات السلمية نتاشرات ف بعض مناطق المغرب عبر الدعاء بـ"يا لطيف"، و كانت مرتابطة ب العريضة ديال 28 غشت 1930. هاد الإحتجاجات كانت أول رد فعل وطني منظم ضد الإحتلال لفرانساوي، و دفعات ل سحب الظهير البربري ديال فرانسا.
هاد الفصل التاريخي المهم قوّى الحركة الوطنية و كان البداية الحقيقية ديال حركة الإستقلال، اللي من بعدها خرجت عريضة جديدة نهار 11 يناير 1944 معروفة بـ"بيان الإستقلال".
- ^ "Cities in Revolt: The Berber Dahir (1930) and France's Urban Strategy in Morocco" (Vol. 13, No. 3). يوليوز 1978. تطّالع عليه ب تاريخ 2025-05-27. Cite journal requires
|journal=
(معاونة) - ^ a b c d e Miller, Susan Gilson. (2013). A history of modern Morocco. New York: Cambridge University Press. OCLC 855022840. ردمك 978-1-139-62469-5.
- ^ "الأمازيغية والاستعمار الفرنسي (24) .. السياسة البربرية والحرب". Hespress (ب لعربية). تطّالع عليه ب تاريخ 2020-01-13.
- ^ a b "Berber Law by French Means: Customary Courts in the Moroccan Hinterlands, 1930–1956". 2010-10-01. تطّالع عليه ب تاريخ 2025-05-29.
- ^ Wyrtzen، Jonathan (2016). Making Morocco: Colonial Intervention and the Politics of Identity. Cornell University Press. pp. 143–144. ردمك 9781501704246. تطّالع عليه ب تاريخ 7 October 2019.
- ^ (ب لفرانساوية) Mohammed V. "Statement of Sultan Mohammed V". مأرشيڤي من لأصل ف 2008-09-06. تطّالع عليه ب تاريخ 7 October 2019.
- ^ "berber dahir anniversary". تطّالع عليه ب تاريخ 2025-05-29.