انتقل إلى المحتوى

الظهير البربري

من ويكيپيديا
لمقال مقطوع من شجرة، ما كايدي ليه تا شي مقال أخر، زيد ليان ديالو ف مقالات خرين.

الظهير البربري هو ظهير دارتو الحماية الفرنسية ف المغرب نهار 16 ماي 1930. هاد الظهير كان الهدف منو هو تنظيم الخدمة ديال العدالة ف القبائل اللي كيتبعو العادات الأمازيغية و مافيهمش "محاكم شرعية" كتطبق الشريعة الإسلامية. هاد الظهير بدّل النظام القضائي ف المناطق ديال المغرب اللي كتغلب فيها اللغة الأمازيغية، حيث ولى كيتطبق فيها القانون العُرفي بلاصت الشريعة الإسلامية. بينما ف باقي مناطق المغرب، بقات الأمور كيما كانت قبل ما تدخل فرانسا للمغرب، و بقاو كيتبعو النظام القضائي الإسلامي.[1] السلطان محمد الخامس وقّع على الظهير، و كان عندو غير 20 عام ف داك الوقت.[2]

النظام القضائي الجديد اللي جابوه لقبائل الأمازيغية كان غادي يكون، على الظاهر، مبني على القوانين العرفية الأمازيغية المحلية اللي توارثوها و تطوّرات عبر قرون، حتى من قبل الفتح الإسلامي د لمغرب لكبير، و ماشي على الشريعة الإسلامية.[2] و على حساب ما قالو النشطاء القوميين العرب، السلطات الإستعمارية لفرانساوية كانت باغية تسهّل السيطرة ديالها على الأراضي ديال القبائل الأمازيغية، و داك الظهير كان وسيلة باش توفر تغطية قانونية لهذشي.[2] و كرّس التقسيم اللي كاين ف التاريخ الشعبي المغربي: ما بين بلاد المخزن، اللي كانت تحت السيطرة المباشرة ديال السلطان و المخزن (بالخصوص المدون بحال فاس و رباط)، و بلاد السيبة، اللي كانت مناطق معزولة تاريخيًا و جغرافيًا، و ما كانتش خاضعة للمخزن (اللي كان مكوّن من قياد و كبار العائلات لي عندها النفوذ). ف هاد المناطق ديال بلاد السيبة، كانت كاتتكلم فيها الأمازيغية، و ما كانتش الثقافة العربية ولا الأعراف ديالها منتاشرة، ولا حتى الشريعة الإسلامية.[3] ولايني هاد التشريع جا كيصنّف بشكل صريح بلاد المخزن بلي راها "عربية" و بلاد السيبة بلي راها "أمازيغية".[2]

الظهير البربري كان هو الشرارة اللي خدات منها الحركة الوطنية المغربية التوجه العروبي و الإسلامي. خرجو مظاهرات ف مدون بحال سلا، الرباط، فاس و طنجة، و عتابرو بزاف ديال الشخصيات الدولية بحال شكيب أرسلان هاد الظهير دليل على محاولة لـ"سلخ المغرب من الإسلام".[2]

11 شتنبر 1914

[بدل | بدل لكود]

الصيغة اللولة ديال الظهير البربري خرجات تحت تأثير مجموعة ديال المتخصصين ف شؤون الأمازيغ ف الأطلس الكبير و لمتوسط، بحال موريس لو ڭلي (مراقب مدني و مؤلف ديال كتوبا بحال حكايات من السهل و الجبال، دروب الحرب والحب، موت الروگي... إلخ)، و معاهم نواة ديال الأساتذة اللي كانو معادين للفكر العروبي و للإسلام المتشدد، و بالتنسيق مع أسقف الرباط.

الهدف من هاد الظهير كان هو الإعتراف بما تسمى ب "العدالة الأمازيغية"، و الإستقلال ديالها على ما كانو كيشوفوه كقانون عربي، حضري، و ستبدادي إسلامي. القبائل الأمازيغية كانت عندها قوانينها الخاصة، و كانت خدامة بها و مستاقلة ف تنظيم شؤونها لقرون. و كانو كيختارو رؤسا القبائل ديالهم ف جتماعات سنوية، و ما كانوش كيقبلو ب عقوبات بحال قطع اليد، الرجم، أولا الإعدام، اللي كيرافقو الفقه الإسلامي المتشدد. الظهير جا باش يعتارف بهاد الإستقلال اللي كانو عليه القبائل الأمازيغية، و كيشرعن السياسة اللي كانت فرانسا كتنهجها ف المغرب تحت سلطة المقيم العام هوبير ليوطي، اللي كان سبق ليه وقّع على ظهير آخر نهار 11 شتنبر 1914.[4]

الخاصية الأساسية ف هاد السياسة كانت هي الحفاظ على الإستقلال التقليدي ديال الأمازيغ، خصوصًا ف المجال القانوني، من خلال فصلهم على الشريعة الإسلامية أولا ما كيتسمى بـ"الشرع"، و لمحافظة على القانون العُرفي ديالهم اللي معروف ب سمية "أزرف".[4] المقيم العام خلا السلطان محمد بن يوسف يوقّع على الظهير، اللي هو نص تشريعي، و هاد التوقيع عطاه القوة القانونية. النتيجة كانت بلي بعض القبائل الأمازيغية تفصلات على الشريعة الإسلامية، و ولات بزاف ديال المحاكم الأمازيغية تابعة للإختصاص القضائي لفرانساوي.

16 ماي 1930

[بدل | بدل لكود]

الظهير ديال 16 ماي 1930 دار نفس الدور تقريبًا اللي دارو الظهير ديال 11 شتنبر 1914. ولايني هاد الظهير الجديد جا ب بعض التوضيحات اللي لقات مقاومة من عند الناس. و من بين هاد التوضيحات، الفصل السادس اللي كان كينص بشكل واضح بلي المحاكمات الجنائية غادي تكون تحت سلطة المحاكم لفرانساوية.

رد لفعل لقومي

[بدل | بدل لكود]

قبل ما وصل الظهير للسلطان، تترجم النص اللي صاغتو فرانسا للعربية. المترجم كان عبد اللطيف الصبيحي، اللي نبَه الوطنيين ف مدينة سلا، و شافو ف هاد الوثيقة محاولة لـ"تفريق الشعب المغربي"، خصوصًا بسباب الفصل السادس ديالها.

نهار الجمعة 20 يونيو 1930، فـ الجامع الكبير ديال سلا، الإمام علي الحاج عواد صلى ب الناس و قرا دعاء "يا لطيف". و كيما كتب روبير ريزيط ف كتابو "الأحزاب السياسية ف المغرب"، الحملة ضد الظهير البربري بدات مع تلاوة دعاء "يا لطيف" ف جوامع سلا.

"يا لطيف" كان دعاء بسيط كيتقال ف الوقات الصعيبة و المصايب. و ف صلاة الجمعة، اللي هي أكبر صلاة ف السيمانة، دمج الإمام هاد الدعاء ف لخطبة ديالو.

فـ 4 يوليوز، تْقْرا الدعاء ب قيادة محمد اليزيد، و من بعد فـ 5 يوليوز، تقْرا ف جامع القرويين ف فاس من عند العلام الشعبي قُرشي. ومن ثم بدا كينتاشر ف مدون مغربية أخرى.

نص دعاء "يا لطيف" كان كيتضمن:

"من أجل إخواننا الأمازيغ الذين حُرموا من الشريعة الإسلامية، واللي ما بقاوش قادرين يعيشو تحت القانون والعادات ديال أجدادهم."[تدريج][5]

الهدف من رد فعل الحركة الوطنية على الظهير البربري كان هو تأجيج الغضب الشعبي ضد الإستعمار لفرانساوي. ف الحقيقة، الأمازيغ كانو تقليديًا شبه مستقلين، و كيتبعو قوانينهم و أعرافهم الخاصة.

ولايني الحركة الوطنية شافت ف هاد الظهير محاولة من فرانسا ل تنصير الأمازيغ و فصلهم على الإسلام، و هادشي كان مرفوض تمامًا ف بلاد غالبيتها مسلمة بحال المغرب.

رد فعل السلطان

[بدل | بدل لكود]
السلطان محمد الخامس

المقيم العام كان خاصو يوقّف بزّربة المقاومة ضد الظهير. ضغط على السلطان محمد الخامس، اللي صدر بيان نهار 11 غشت 1930. هاد التاريخ تزامن مع الإحتفالات ب عيد المولد النبوي، و كان البيان ديال السلطان مقري ف كل الجوامع ديال المغرب.

السلطان ستنكر بشكل واضح أساليب الحركة الوطنية، خصوصًا ستغلالهم للجوامع كمنصة للدعاية السياسية. و كيردد تأكيدو على لتزامو ب القبائل الأمازيغية، و باش يواجه حملة "يا لطيف"، عرض عليهم قاضي إسلامي لأي قبيلة بغات تتبع الشريعة الإسلامية.[6]

إلتماس ضد الضاهير

[بدل | بدل لكود]

البيان ديال السلطان ما كانش كافي باش يوقف الإحتجاجات، و ف عام 28 غشت 1930، تجمعو حوالي 100 ناشط وطني ف دار أحمد بن الحاج محمد لحرش ف مدينة سلا، فين كتب المفتي بوبكر زنيبر "العريضة ضد الظهير البربري"، اللي غادي يبعتو للوزير الأكبر محمد المقري عبر وفد من سلا.

الناشطين المغاربة تعبّاو باش ينشرو الوعي و يبلغو الصحافة الدولية و العربية، و حتى شكيب أرسلان دار زيارة قصيرة للمغرب باش ينقل الأخبار و يعلم الوطنيين حول الوضع.

8 أبريل 1934

[بدل | بدل لكود]

فـ1934، صدر ظهير جديد سميتو "الظهير اللي كينظم سير العدالة ف قبائل العادات الأمازيغية".[7] هاد القرار الوزاري اللي طلع فـ8 أبريل 1934 رجّع المحاكم الجنائية ديال الأمازيغ تحت السيطرة ديالهم، و بهادشي فكّك بشكل فعّال الفصل السادس من الظهير البربري.

المظاهرات

[بدل | بدل لكود]

المظاهرات السلمية نتاشرات ف بعض مناطق المغرب عبر الدعاء بـ"يا لطيف"، و كانت مرتابطة ب العريضة ديال 28 غشت 1930. هاد الإحتجاجات كانت أول رد فعل وطني منظم ضد الإحتلال لفرانساوي، و دفعات ل سحب الظهير البربري ديال فرانسا.

هاد الفصل التاريخي المهم قوّى الحركة الوطنية و كان البداية الحقيقية ديال حركة الإستقلال، اللي من بعدها خرجت عريضة جديدة نهار 11 يناير 1944 معروفة بـ"بيان الإستقلال".

المرجحات

[بدل | بدل لكود]
  1. ^ "Cities in Revolt: The Berber Dahir (1930) and France's Urban Strategy in Morocco" (Vol. 13, No. 3). يوليوز 1978. تطّالع عليه ب تاريخ 2025-05-27. Cite journal requires |journal= (معاونة)
  2. ^ a b c d e Miller, Susan Gilson. (2013). A history of modern Morocco. New York: Cambridge University Press. OCLC 855022840. ردمك 978-1-139-62469-5.
  3. ^ "الأمازيغية والاستعمار الفرنسي (24) .. السياسة البربرية والحرب". Hespress (ب لعربية). تطّالع عليه ب تاريخ 2020-01-13.
  4. ^ a b "Berber Law by French Means: Customary Courts in the Moroccan Hinterlands, 1930–1956". 2010-10-01. تطّالع عليه ب تاريخ 2025-05-29.
  5. ^ Wyrtzen، Jonathan (2016). Making Morocco: Colonial Intervention and the Politics of Identity. Cornell University Press. pp. 143–144. ردمك 9781501704246. تطّالع عليه ب تاريخ 7 October 2019.
  6. ^ (ب لفرانساوية) Mohammed V. "Statement of Sultan Mohammed V". مأرشيڤي من لأصل ف 2008-09-06. تطّالع عليه ب تاريخ 7 October 2019.
  7. ^ "berber dahir anniversary". تطّالع عليه ب تاريخ 2025-05-29.